الأحد، 17 يونيو 2012

مشكلة الخوف لدى الاطفال


مشكلة الخوف لدى الاطفال



 
الخوف حالة انفعالية عامة عند جميع الكائنات الحية وهو استعداد فطري موجود في الإنسان ليحمي نفسه وليأخذ حذره من مخاطر الحياة، ولذلك فإن الإنسان الذي لا يخاف دائماً يكون غير مدرك كما هو في ضعاف العقول كما أن الطفل الصغير رغم ذكائه - قد يقدم على الثعبان ظناً منه أنه لعبة يمكنه أن يتسلى بها غير مدرك للضرر الذي قد يلحقه منه. ولكن في سن الخامسة أو السادسة يستجيب الطفل لانفعال الخوف.


وعلى هذا النحو فإننا نفرق بين الخوف العادي عند الطفل وبين الخوف المرضي الذي تنحصر أسبابه في:

1- تخويف الطفل لدفعه لعمل معين مثل: تخويفه بأمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة وحجرة الفئران والعفريت والذبح بالسكين والكلاب والقطط والشرطي والمدرس والطبيب والأب والظلام والحقن واللصوص..الخ.

2- خوف الكبار: فالأب أو الأم أو الكبير مهما كان إن أظهر خوفه من شيء أمام الطفل فسينعكس ذلك عليه، فلو خاف الكبير من الكلب وفر منه فالطفل أيضاً سيخاف طوال حياته من الكلب ويفر منه وهكذا.

3- الخوف من مصادر معينة لارتباطها بموقف مخيف: كالخوف من الكلب لارتباطه بالصراخ عند إعطائه حقنة أو من الجزار لذبحه الخروف بالسكين أو الخوف من الظلام لارتباطه بصوت عال كصوت جرس الباب المفاجئ ليلاً وهكذا.

4- الكتب والمجلات غير التربوية والتي تحكي قصصاً خيالية عن السحر والجنِّية والوحوش وغيرها ففي كتاب مثل: شجرة الحياة وقد كان مقرراً على تلاميذ المرحلة الابتدائية في إحدى الدول العربية نجد فقرة تقول: «وفجأة وجد أمامه قطاً هائل المنظر، وقد فزع منه الطفل حين سمعه يموء بصوت مخيف مرهوب، وقال له القط: كيف تجرؤ على بلوغ هذا المكان ؟ ألا تعرف أني قادر على تمزيق جسمك إرباً إرباً بضربة مخلب واحدة ؟ ومثل ذلك قصة عقلة الإصبع، وقصة علاء الدين والمصباح العجيب»وغيرها الكثير.

5- الخوف من الموت خاصة إذا فوجئ الطفل بوفاة عزيز عليه لا سيما إذا كان يلقى منه عطفاً وحباً ورعاية وحماية.

6- عدم الثقة في النفس: فيخاف الطفل من الامتحان أو من مقابلة الزوار وخاصة إذا كان أحد قد سخر منه أو ضحك عليه أو قارنه بغيره كثيراً أو عنفه ونقده، فلذلك يخاف من الكلام ويحجم عنه أو يخاف من الإجابة أمام زملائه في الفصل أو يخاف مقابلة الزوار أو الحديث معهم.

7- تسلط الآباء وشغفهم في السيطرة على كل حركات الطفل دون أن يتركوا له حرية التفكير فيتولد عنده الخوف من الوقوع في الخطأ.

8- المشاكل الأسرية مثل: المنازعات بين الأب والأم أو الطلاق أو اليتم يشعر الطفل بعدم الأمان والطمأنينة.

9- ضرب الطفل يشعره بالخوف وعدم الأمان خاصة وهو لا يميز بين الصواب والخطأ فلا يعرف سبب ضربه.

10- النقص الجسماني كالعرج والحول والشلل والسمنة المفرطة أو النحافة الشديدة والطول المفرط أو القصر الشديد والتشويه الخلقي والتأخر الدراسي وانخفاض مستوى الذكاء كلها تسبب للطفل خوفاً نتيجة لعدم الثقة في النفس.

11- نشأة الطفل في بيئة تعاني من القلق النفسي والخوف وعدم الثقة بالنفس.


علاج الخوف

1- تلافي الأسباب السابقة قدر المستطاع.

2- إن صادف الطفل ما يخيفه لا تساعده على نسيانه، فالنسيان يدفن المخاوف في النفس ثم لا تلبث أن تصبح مصدراً للقلق والاضطراب النفسي، ولكن يجب التفاهم مع الطفل وتوضيح الأمور له، فإذا كان يخاف من اللصوص ويحسب أن صوت الرياح ليلاً عندما تصطدم بالشبابيك والأبواب هي لصوص تقول له: إن الرياح تجعل الأبواب والشبابيك تحدث هذه الأصوات لأنها قديمة وغير محكمة، ونؤكد له أن هذه الأصوات نفسها تحدث أثناء النهار أيضاً وهكذا حتى تزول مخاوفه، ويمكن أن تجرب أمام نفس الأصوات بالأبواب وحبذا لو يجرب هو بنفسه فيدفع الباب بنفس الطريقة ليسمع نفس الصوت فيزول خوفه.

3- الهدوء والاتزان وعدم الهلع والخوف والفزع في أي موقف خصوصاً عند مرض الطفل.

4- استعمال الخوف البناء في تنمية شخصية الطفل تحفيزه كالتخويف من غضب الله ومن النار.

5- إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف كالقصص الخيالية والمآتم والخرافات.

6- معاملة الطفل عندما يخطئ على أنه طفل لا يميز بين الصواب والخطأ فنرشده إلى الصواب ليشعر بالأمان والطمأنينة دون عقاب واستهزاء وسخرية بل والدفاع عنه عند نقد أو مهاجمة الغير له.

7- إزالة مخاوف الطفل بربط ما يثير خوفه بافتعال السرور فهو يخاف من القط ويحب الطعام فبينما هو يأكل نعرض عليه قطاً من بعيد ثم نقربه منه في المرة القادمة وهو يلعب مثلاً وهكذا حتى يقترب منه تماماً ويربت عليه ولا يخشاه أبداً، ومثل ذلك الظلام فالطفل يحب اللعب فألعب معه ثم أطفئ النور وألعب معه في الظلام ثم اطفئ النور في المرة القادمة قبل بداية اللعب إنها نهايته وهكذا حتى يرتبط خوفه من الظلام بمثير للفرح والسرور واللعب فيزول خوفه من الظلام وكذلك الذي يخاف من الطيب يقدم له الحلوى أو يلعب معه حتى يزول خوفه منه.

8- ضرورة تعاون المدرسة مع المنزل في علاج الأطفال من الخوف بالتنسيق، وكذلك عدم استعمال المدرِّسة للعقاب أو الضرب بأي وسيلة كانت، وأن تلجأ إلى الأساليب التربوية في ضبط وتوجيه سلوك الأطفال.










0 التعليقات: